[align=center]مناظرة بين العلمي والادبي
بقلم : إسراء عمر
* يا لك من فتاة مسكينة ، تظلين بين أربع جدران سجينة ، ليلاً نهاراً عيناك في الكتاب تدرسينه ..
أما نحن فضاحكون .. لاعبون .. مفرفشون
*وبماذا سينفعنا الضحك والهزل، ولغو القول ؟ ، لن ينفعنا إلا جد وعمل ، وعزيمة لا تعرف الكسل
*يا ذات العزيمة مهلا ، لقد أسأت فينا قولا ، فكما نحن نلهو ونلعب ، فنحن نجد ونتعب، فكل شيء له أوانه ، وزيادته تضر كما يضر نقصانه ، فإذا جد الجد ترين منا المفكر ، ينير الأفهام بفكره النير ، وترين منا المعلم أجيالاً يربيها ، لترفع شأن أمتنا ويعليها
*ونحن منا العالم يبني النهضة ، ومنا الطبيب يشفى المرضى
*قولي بربك أيهما أهم : طب نفوس أو طب أجسام.؟ إن كان طبكم يشفي أجساماً عليلة ، فطبنا يشفى للفؤاد غليله ، ويريح نفساً طالما اضطربت ، وبالحيرة اضطرمت ، فالزمي حدك ، واستعيدي رشدك ، فنحن الأحسن جمعا ، والأجدى نفعا
*من منا يجب أن يلزم حده ؟ طبك هذا ما كان ليظهر لولانا ، فنحن أهل العقد النفسية ، لولانا لما كان لأطبائكم وجود على الكرة الأرضية ، فمن يعمر عياداتكم غير طلاب الأقسام العلمية؟
أرأيت من الأعظم فائدة ؟ لولانا لكانت تجارتكم كاسدة ، فيا لك من ناكرة جاحدة !! ، فحكمي عقلك إن كان لك عقل ، يعلنها لك بأبلغ القول : " العلمي أساس الأدبي"
* هذا يكفي ! إلى هنا وتوقفي ! ، فقد تعديت على أملاكنا ، فالفلسفة اختصاصنا ، ولن نسمح لكم معشر العلمي بالتعدي على ما هو حق لنا
*أي هراء هذا ؟؟ ، لا تحدثيني عن الفلسفة فقد خبرناها من سالف الزمان ، حينما نقضم الكتاب قضماً ونهضمه فضماً ، وإذ بأسئلة الامتحان ما أنزل الله بها من سلطان ، فلا غنى لمدرساتنا عن اللف والدوران ..
إن كنتم أنتم تدرسون الفلسفة ، فنحن نصنع الفلسفة ، نصنعها فتكفينا وتشبعنا – تشبعنا هماً ونكداً ودموعا– أما ما فاض من فلسفة فصدرناه إليكم فألف مؤلفوكم منه كتاباً تدرسونه !
*يا لكم من مساكين ! أما نحن فنحفظ الكتاب كاسمنا ، ثم ندخل الامتحان لا شيء يهمنا ، ونجيب عن الأسئلة لا شيء يصدنا .. نغيب عن المدرسة مرارا ، ونهرب من الحصص جهارا ، فالحفظ هو كل ما نعنَى بفعله ، لا فرق بين أن يحفظ أحدنا في المدرسة أو بمنزله
*نريد عقولاً مفكرة فاهمة ، لا عقولاً حافظة باصمة ، فكيف سينفع أمتنا حفظ بلا معنى ؟ ،وكيف سيدحر الأعداء عقل جامد لا يقيم للتفكير وزنا؟
* وكيف ستدحرون الأعداء يا معشر العلمي ؟ ، هل ستغرسون الفرجار في أعينهم ؟ ، أم ستنقلونهم بالمنقلة إلى خارج أرضكم؟
*لا هذه ولا تلك ، بل ستصنع عقولنا أسلحة تمطرهم بعدد أفوجادرو من القنابل والرصاص ..
وأنتم ماذا ستفعلون أيها الأحسن جمعا؟ أرى أن تقذفوا كتب التاريخ على رؤوسهم ليخروا على الفور صرعى!
*بل من هذه الكتب سنعرفهم حقا ، ونعلم ماضيهم مهما تباعد في التاريخ عمقا ، فنقاتلهم عن علم ومعرفة – يا أهل العلم والمعرفة- ونسحقهم سحقا
* حسناً حسناً ، لننتقل إلى موضوع آخر .. هل تعتقدين أن الاقتصاد الذي تدرسونه ذو فائدة ؟ هل فتاة مثلك لا حول لها ولا قوة ستجعل من دولتنا دولة رائدة ؟ وهل اقتصادك سينقذنا إذا حلت في دولتنا ضائقة؟
*وأنت ماذا عساك فاعلة ، في تلك الظروف الماثلة ؟ ، هل ستخرجين للوطن المال من جيب المثلث أم من جيب تمامه ؟ حقاً يا لك من كريمة .. كريمة من جيب مثلثك !!
*كفاك سخرية ، بل بالعلم سنكشف من الأرض خباياها ، ونأخذ كنوزها وعطاياها
*وما فائدة تلك الكنوز إن لم تنظمها يد تعرف كيف ترعاها وتنميها ، وتحفظها وتحميها ، وتجعل منها رخاء ورفاهية ، وهناء وعافية ؟
*يا لك من ثرثارة متفلسفة ! ، الآن جاء دوري لأتحدث عن العلم ، وما أدراك ما العلم ! ، نهضة للبلاد وراحة للعباد ، به تتقدم الأوطان ويعلو البنيان
*لا تنظري إلى الأمور من زاوية واحدة ، بل انظري إلى أسلحة الدمار ، التي دمرت البحار والقفار ، أليس العلم هو من ابتكرها ؟ أليست عقول فاهمة مفكرة أمثال عقلك اخترعتها؟
* (صامتة)
*ما لك صامتة ؟ هل ألجمتك إجابتي ؟ أم أخرستك فصاحتي ؟ أم أعجزك بياني ؟ أم أفحمك برهاني ؟
*لم يفحمني برهانك ، بل كنت أبرهن نظرية جديدة
*يا للعبقرية !! ، وتخترعين نظريات أيضاً ؟ ، هات نظريتك يا فلتة زمانك !
* المعطيات :أنا طالبة في القسم العلمي – أنت طالبة في القسم الأدبي
العمل : نزيل الشحناء من قلوبنا ، ونحكم في الأمر عقولنا
المطلوب : إيجاد علاقة بين القسم العلمي والأدبي
البرهان : بما أننا طالبات مدرسة واحدة ،
إذن لنعمل يداً واحدة لنرفع اسمها ونشرفها (1)
بما أننا نعمل لنرفع راية الإسلام
إذن فلنطبق تعاليم الإسلام في أنفسنا ، فلا غل في قلوبنا للذين آمنوا (2)
بما أن أمتنا تحتاج لجهودنا جميعاً
إذن فلنبذل وسعنا ، ونوقد همتنا ، فالأمة تحتاج لجهد كل منا ، فنجن جناحان للأمة لا يمكن أن تسمو بغير وجودنا معاً (3)
من (1) (2) (3) نستنتج أن العلمي يكمل الأدبي ، والأدبي يكمل العلمي
وهو المطلوب إثباته .
هل أعجبك برهاني؟
* نعم بالتأكيد , ولكن كما استعرضت بعض مواهب العلمي ، أريد استعراض بعض مواهب الأدبي:
صروح قد بنيناها **علت في الأفق كالنجمِ
رويناها محبتنا**غذوناها من الهممِ
وسرنا في دروب الكو**ن بالإيمان والعلمِ
فسيروا واصلوا المشوار بالقرآن والقلمِ
لتفتخر (النجاة)* بكم ** ونصنع نهضة الأممِ